قصة الانتقال للسيدة العجوز
ضعف المركز المالي لـ لازيو و تراكم الديون و خسائره الواقعية والافتراضية الكبيرة التي وصلت الى 140 مليون أغرت نادي السيدة العجوز بشراء أحد عباقرة نادي العاصمة.. وهو نجمنا نيدفيد الذي دفع من أجل عيونه ما يساوي 35 مليون دولار .. وهنا أذكركم بالمبلغ الذي طلبت منكم حفظه وهو شراؤه بمليون ونصف فقط.. أي أن المبلغ تضاعف اإلى ما يزيد على الـ 20 مرة!
انتقال الزئبقي من نادي العاصمة الى يوفنتوس كان أمرا مثيرا.. خصوصا أنه كما يقال أن نادي العاصمة لم يكن يود بيعه.. وأنه كان رافضا لذلك ومما يؤكد هذا الكلام أن اللاعب كان للتو مجدد عقده مع النادي لمدة 5 سنوات.. إلا أن نادي الـيوفنتوس فاوض اللاعب سرا وكسب موافقته مما جعل نادي العاصمة مضطرا لبيعه.
نيدفيد برر تركه لـلازيو بطريقه غير متوقعة ومفاوضته اليوفي بدون علم ناديه وبشكل أغضب السيد كراجنوتي بقوله أنه يود الانضمام لنادي يقدر مكانته و إمكانياته بشكل أكبر وقال أن لازيو لا يعتبره سوبر ستار وأن اليوفي هو المكان المناسب له.. هذا الكلام اعتبرته بعض الأوساط غرورا من النجم الزئبقي.. ولكني أعتقد أن نيدفيد أثبت على الاقل أنه كان محقا في الانتقال لليوفي النادي الذي حاول تلبية كل مطالب اللاعب المادية مما أشعر اللاعب أن هذا النادي يؤمن بقدراته الخارقة والضخمة حق الإيمان وإن كنت أعتقد أنه أخطأ في طريقة الانتقال.
ومما يجعل الصفقة أكثر إثارة أن نيدفيد كان البديل المرتقب للنجم زيدان في اليوفي صاحب المهارة الفريدة وأفضل لاعب كرة حاليا..وبرأيي وبصراحة لقد خدم نيدفيد اليوفي أكثر من زيدان!! ولغة الأرقام هي الدليل الواضح والبرهان الذي ليس به شك.
نيدفيد في السيدة العجوز
بدأ نيدفيد مشواره مع اليوفي بمستوى باهت وضعيف لما يقارب العشر مباريات.. ربما كان سبب ذلك الفرق الكبير بين الأسلوب اللازيالي الجميل والممتع في اللعب والتكتيك اليوفاوي الذي يصل لقمة الملل أحيانا.. ولكن بعد ذلك بدا نيدفيد بتقديم مستويات رائعة مع اليوفي ولعب في موسمه الاول مع الفريق ما مجموعه 32 مباراة سجل فيها 4 أهداف.. مساهمته الكبيرة كانت سببا رئيسا لفوز فريقه بالسكوديتو آنذاك ..واستمر نيدفيد في موسم 2002/2003بتقديم مستواه الرائع مع فريقه فلعب 29 مباراة سجل فيها 9 أهداف.. وحقق مع فريقه موسما ناجحا استثنائيا فقد حقق الدوري الايطالي للسنة الثانية على التوالي و حل ثانيا أوربيا خلف غريمه نادي الـميلان .. وفي هذه المباراة كانت مأساة الزئبقي لأنه لم يلعبها بسبب إنذاره في مباراة قبل النهائي ضد ريال مدريد التي سطر فيها نيدفيد مع رفاقه ملحمة بل مجزرة كروية لنجوم الريال!..بعد المباراة توجه الصحفيون إلى الزئبقي الذي انهار بالبكاء وجعل رأسه بين كفيه يكفكف بها دموعه .. ومن ثم ذهب هاربا من أسئلة الصحفيين التي لاتزيده إلا حسرة على الذهب الأوروبي الذي لم ينله حتى الساعة.. هرب إلى غرفة الملابس!!
مما يزيد نيدفيد ألما وحزنا أنه بطل اليوفي في هذه المسابقة .. وسجل أهدافا حاسمة ومهمة في مرمى الريال والبارسا وغيرهم.. وبدونه بدا الفريق عاجزا حتى في صنع الخطر إلا في فترات قليلة جدا على مرمى الغريم ميلان الايطالي.. بخصوص البطولات الاوربية فقد لعب 22 لقاء مع اليوفي سجل فيها 5 أهداف كلها في موسمه الاخير ..وفي أحد المواسم شهد مستوى الزئبقي انخفاضا حادا .. رغم تسجيله لأكثر من هدف وفوزه بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الشهيرة لأفضل لاعب كرة قدم في العالم بحسب اختيارها .. مما يعقد وضع نيدفيد وحسرته أن فريقه خسر دوري أبطال أوروبا هذا العام أيضا في مباراة انتقامية فاز فيها ديبورتيفو على اليوفي ذهابا وإيابا بهدفين يتيمين.